د.العودة: المهم أن لا تتحول العلاقة بين الشباب وكبار السن إلى صراعات

أكد د.سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" أن الحديث عن كبار السن موجه بالدرجة الأولى إلى الشباب فقال:" حسن أن الشباب يعرفون العادات التي حصل عليها المسن أو العادات الصحية التي تؤثر عليه ، ومن المهم التعود على عادات جيدة كالقراءة والقدرة على التكيف مع الجديد في التقنية وكيفية تعامل الشباب مع كبار السن ، واذكر قصة أن احد الشباب كلم شيخا ظهره أحدودب فأراد أن يداعبه فقال :يا عم بكم تبيع القوس ؟ فقال له الشيخ: اصبر يا بني سوف يأتي إليك مجاناً ، فكبار السن لديهم الخبرة والحكمة والنضج المعرفي وظهر ذلك من خلال معايشة الظروف والأحداث المتعلقة بتصور الأشياء ، والمجتمعات التي بها كبار السن هي تلك المجتمعات التي تكون فيها مقاومة وحكمة، ونجد أنه ربما فيها تباعد بين الشباب وكبار السن لأن الشباب يرون أن كبار السن يريدون حرمانهم من خوض الحياة وهناك الكثير من الشباب ينظرون إلى كبار السن وربما أحيانا يريدون أن يزيحوهم بطريقة أو بأخرى ومن المهم أن لا تتحول العلاقة بين الشباب وكبار السن إلى صراعات فلابد أن تكون العلاقة فيها نوع من التعاون والتكامل ، ويقول تعالى في قصة زكريا عليه السلام: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) فهنا ارتباط الشيخوخة بالإيمان ، فوهن العظم قد يكون للمرض أو الكبر أو الشيخوخة ويجب أن يدعو الإنسان وهو موقن بالإجابة فلابد من الثقة بالله والارتباط الحقيقي بالإيمان "
وأضاف العودة قائلاً :" أشكر بعض الجمعيات التي لها مساهمات في الاهتمام بكبار السن ومنها جمعية الزهايمر وهو مرض مفقود الهوية وهو في الغالب مرتبط بالشيخوخة وفيه ضعف المقاومة والذاكرة المرتبط بموت الخلايا العصبية التي تؤدي إلى النقص في أداء أجهزة الجسم، ولابد من رؤى ليزيد الشخص المسن في المعرفة والوعي من خلال تعلم الجديد وهناك ضعف في الإقبال على تعلم الجديد من المسنين وأحيانا اسأل نفسي هل فعلاً سأصبح عاجزا عن تعلم الجديد حينما اكبر؟! ويمكن الاستفادة من المسنين بواسطة تدريبهم كيفية التعايش مع الشيخوخة وخاصة أن الشيخوخة تُسبب الاكتئاب والقلق والعزلة ، والأرق الذي يصيب كبار السن وأحيانا السكر والضغط ويحذر الأطباء أن يتعرض الكبير في السن إلى الشمس في آخر العصر فهو يُعامل مثل الطفل ، وكبير السن قد لا يستطيع التحكم في عواطفه فقد يرى أن الآخرين يتجاهلونه وقد يأتي له إحساس أن أولاده عاقون به، فالكبير أن لم يوطن نفسه على هذا فقد يشعر أن الحياة انتهت إذا كبر أولاده وتزوجوا فسرعان ما يجري عليهم الخرف والاكتئاب ، وأهمية أن يدرك الإنسان أنه سيواجه مشكلة كبيرة أن لم يتعاط مع الحياة باعتدال مع الإنجاز فلا تظن أن انجازك خارق ، فخذ نفسك بقدر معتدل حتى لا تتسبب في أزمة حين الكبر "
ثم بين د.العودة جملة من الحلول للزج بالمسنين في الحياة الاجتماعية فقال:" هناك دول في الغرب متخصصة في توظيف المسنين كمستشارين للاستفادة من خبراتهم في تخصصاتهم ، ولابد من البعد عن العزلة وجعله يعتمد على نفسه وتعميق الصلة بالله وخاصة أن العقل أكثر تحكما في هذه المرحلة ، والإقبال على الله والدعاء وضبط الكلام فهذه المعاني تعتبر خيرة ".