المالكى نت
تم تغير رايط المنتدى الى
http://elarab.p2h.info
http://elarab.p2h.info/vb
المالكى نت
تم تغير رايط المنتدى الى
http://elarab.p2h.info
http://elarab.p2h.info/vb
المالكى نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المالكى نت

عرب العقيلات شات المالكى برامج العاب دروس اغانى سودانى ومصري اخبار كونكر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل تكلم المسيح وهو فى بطن امه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
النعمانى

النعمانى


ذكر عدد الرسائل : 69
العمر : 42
العمل : مساعد مدير انتاج
درجة النشاط : 122
التقيم : 9
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

هل تكلم المسيح وهو فى بطن امه Empty
مُساهمةموضوع: هل تكلم المسيح وهو فى بطن امه   هل تكلم المسيح وهو فى بطن امه Icon_minitimeالخميس ديسمبر 31, 2009 3:06 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى اردت نقلها لكم للافاده
ونرجو الدعاء
ببسم الله الرحيم
-المسيح تكلم وهو بعد جنين في بطن أمه:
"فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا." (مريم: 23)
ـ طفولة المسيح:
المسيح حدّث الناس وهو لا زال في المهد
"فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا." (مريم: 29 ـ 33) ـ للمسيح سلطان عظيم قادر على خلقِ حياة من الطين
"إني أخلق لكم من الطين كهيئةِ الطير فأنفخُ فيه فيكونُ طيراً بإذن الله!.." (آل عمران: 48)
قادر على شفاء المرضى:
"وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ!" (آل عمران: 48
قادر على إحياء الموتى
"وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله!" (آل عمران: 48)
يعرف سرائر الناس
"وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ!" (آل عمران: 48)
ـ المسيح مبارك أين رحل وحلّ:
"وجعلني مباركاً أين ما كنت.." (مريم: 31
ـ المسيح ليس جباراً ولا شقياً:
"وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً.." (مريم: 32 لم يجعله الله جباراً، والجبار في قواميس اللغة العربية هو، المتمرّد المتكبّر العاتي القاسي القلب.(2)
ـ المسيح لا زال حياً، يقول القرآن:
"وقولهُم إنّا قتلنا المسيح ابنَ مريمَ وما قتلوهُ وما صلبوهُ ولكن شُبِّهَ لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكٍّ منه ما لهم بهِ مِنْ عِلمٍ إلا اتّباعَ الظنّ وما قتلوه يقيناً. بَل رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا" (النساء: 157 ـ 158)
ـ المسيح شفيع في الدنيا والآخرة:
"إِذْ قالتِ الملائكةُ يا مريمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بكَلِمَةٍ منهُ اسمُهُ المسيحُ عيسى ابْنُ مريمَ وَجِيهًا في الدنيا والآخِرَةِ ومن المُقَرَّبِينَ!.." (آل عمران: 45 ووجيه الناس هو شفيعهم، ويذكر "تفسير الجلالين": "ذا جاهٍ في الدنيا بالنبوة والآخرة بالشفاعة والدرجات العلا ومن المقربين عند الله." ((من عادات العرب عندما يحصل بين عائلاتهم أو عشائرهم خلافٌ ما، يوسطون بينهم شخصاً يتمتع بالاحترام من الطرفين ويسمونه "الجاهة". فيشفع عند هؤلاء وأولئك وعندما يقبل الطرفان شفاعته ينتهي النزاع ويحل السلام بينهما.))
ـ المسيح سيعود، وعودته ستكون علامة لنهاية العالم:
"وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ" (الزخرف: 61) أي كما في تفسير الجلالين: علمٌ للساعة أي "تُعلَمُ بنزوله"
ـ أم المسيح فوق نساء العالمين:
يصف القرآن أم المسيح بما لايقوله عن أية أم أو امرأة أخرى:
"يا مَريَمُ إِنَّ الله اصطفاكِ وطهَّرَكِ واصطفاكِ على نساء العالمينَ" (آل عمران: 42) طهّرك أي جعلك خالية من العيوب والدنس. وتأكيداً لاختيارها على نساء العالمين فإنه كررها مرتين في نفس العبارة: اصطفاك وطهّرك واصطفاك ـ ولادة محمد لا ذكر لها في القرآن:
كل ما قيل من حكايا حول ولادته كان نسج خيال في الروايات التي وردت في السيرة النبوية وغيرها من الكتب الإسلامية. فلو كان لأي من تلك الروايات أيّ سندٍ لما تأخر "الله" عن ذكرها في القرآن. محمد لم يعرف أباه ولا أمه، لا ملاك بشّر به ولا الله نفخ فيه من روحه ولا اكترث ساعتئذٍ بخبر ولادته إنسان.
حتى أم محمد لا ذكر لها في القرآن إنما هي ككل النساء اللواتي جعلهن أدنى مرتبة من مرتبة مريم أم المسيح التي اصطفاها الله وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين!
الجواب :

كل ما ذكرته عن المسيح –عليه الصلاة والسلام- صحيح يجب علينا اعتقاده، إلا أنني لم أفهم ما تقصده بكلمة سلطان، لأنها كلمة حمالة ذات وجوه، ولكن المقصود بالآيات الكريمات التي ذكرتها إثبات المعجزة له، التي تدل على صدق نبوته، ولا تدل بأي حال على ألوهيته.


ومثل هذه المعجزات ثبتت لأنبياء كثيرين، مثل ما حصل لسيدنا أبي الأنبياء إبراهيم –عليه الصلاة والسلام-، قال –تعالى-:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}البقرة-260، وحصل لأبينا إبراهيم ما هو أكبر مما حصل للمسيح –عليهما الصلاة والسلام-، فقد ألقي في النار فأنقذه الله منها، قال –تعالى- مخبراً عن قصته –عليه الصلاة والسلام- مع قومه، بعد أن كسر أصنامهم:{ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}الأنبياء-68-69-70، بل حصل قريب من هذا مع من هو دون إبراهيم وعيسى –عليهما السلام- جاء في تفسير الإمام المفسر المتكلم الأصولي ناصر الدين البيضاوي –رحمه الله-عند تفسيره لسورة البروج ما يأتي:-


روي مرفوعاً: أن ملكاً كان له ساحر فلما كبر ضم إليه غلاماً ليعلمه السحر، وكان في طريقه راهب فمال قلبه إليه، فرأى في طريقه ذات يوم حية قد حبست الناس فأخذ حجراً وقال: اللهم إن كان الراهب أحب إليك من الساحر فاقتلها فقتلها، وكان الغلام بعد يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي من الأدواء، وعمي جليس الملك فأبراه، فسأله الملك عمن أبراه فقال: ربي فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه، فدل على الراهب فقده بالمنشار، وأرسل الغلام إلى جبل ليطرح من ذروته، فدعا فرجف بالقوم فهلكوا ونجا، وأجلسه في سفينة ليغرق فدعا فانكفأت السفينة بمن معه فغرقوا ونجا، فقال للملك لست بقاتلي حتى تجمع الناس وتصلبني وتأخذ سهماً من كنانتي وتقول: بسم الله رب هذا الغلام، ثم ترميني به فرماه فوقع في صدغه فمات، فآمن الناس برب الغلام، فأمر بأخاديد وأوقدت فيها النيران، فمن لم يرجع منهم طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبي فتقاعست فقال الصبي: يا أماه اصبري فإنك على الحق فاقتحمت.


وهذا الحديث مخرج في صحيح مسلم.


بل ثبت أن الأسود العنسي مدعي النبوة باليمن ألقي أبا مسلم الخولاني التابعي الجليل –رحمه الله- في النار فلم يحترق، فقال أبوبكر –رضي الله عنه-: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فعل به ما فعل بإبراهيم –عليه الصلاة والسلام- فلم يحترق.


فهل هؤلاء أفضل من عيسى –عليه الصلاة والسلام-؟!


لأن عيسى –عليه الصلاة والسلام- لما صلبه اليهود –حسب اعتقاد النصارى- وهو مذكور في كتبهم المقدسة لم تظهر له معجزة، بل مات فداء للبشرية –كما يدعي جماهير النصارى-؟!ثم السؤال الذي يطرحه كيف للنصارى أن يستدلوا بما جاء في القرآن مما يخالف أصلاً عظيماً من أصول عقيدتهم، وهو كذب من يدعي صلب المسيح. وهو مذكور فيما ذكرته من الآيات:{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}النساء 157-158، وهذا يدل إما على عدم فهمهم لما يكتبون، أو أنهم يعتقدون أن ما ذكر في كتبهم كذب وافتراء!!


قال الإمام فخر الدين والدنيا الرازي –رحمه الله-:-


اعلم أن في قوله:{وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} قولين: الأول: أنهم هم النصارى وذلك لأنهم بأسرهم متفقون على أن اليهود قتلوه، إلا أن كبار فرق النصارى ثلاثة: النسطورية، والملكانية، واليعقوبية.


أما النسطورية فقد زعموا أن المسيح صلب من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته، وأكثر الحكماء يرون ما يقرب من هذا القول، قالوا: لأنه ثبت أن الإنسان ليس عبارة عن هذا الهيكل بل هو إما جسم شريف منساب في هذا البدن، وإما جوهر روحاني مجرد في ذاته وهو مدبر في هذا البدن، فالقتل إنما ورد على هذا الهيكل، وأما النفس التي هي في الحقيقة عيسى عليه السلام فالقتل ما ورد عليه، لا يقال: فكل إنسان كذلك فما الوجه لهذا التخصيص؟ لأنا نقول: إن نفسه كانت قدسية علوية سماوية شديدة الاشراق بالأنوار الإلهية عظيمة القرب من أرواح الملائكة، والنفس متى كانت كذلك لم يعظم تألمها بسبب القتل وتخريب البدن، ثم إنها بعد الانفصال عن ظلمة البدن تتخلص إلى فسحة السموات وأنوار عالم الجلال فيعظم بهجتها وسعادتها هناك، ومعلوم أن هذه الأحوال غير حاصلة لكل الناس بل هي غير حاصلة من مبدأ خلقة آدم عليه السلام إلى قيام القيامة إلا لأشخاص قليلين، فهذا هو الفائدة في تخصيص عيسى عليه السلام بهذه الحالة.


وأما الملكانية فقالوا: القتل والصلب وصلا إلى اللاهوت بالإحساس والشعور لا بالمباشرة.


وقالت اليعقوبية: القتل والصلب وقعا بالمسيح الذي هو جوهر متولد من جوهرين، فهذا هو شرح مذاهب النصارى في هذا الباب، وهو المراد من قوله:{وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْه}.


قال الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده –رحمه الله- في تفسير المنار:-


نرى دعاة النصارى المنبثين في بلادنا قد جعلوا قاعدة دعوتهم وأساسها عقيدة صلب المسيح فداء عن البشر، فهذه العقيدة عندهم هي أصل الدين وأساسه، والتثليث يليها، لأن أصل الدين وأساسه هو الذي يدعى إليه أولا، ويجعل ما عداه تابعا له، ولذلك كان التوحيد هو الأصل والأساس لدعوة الإسلام، ويليه الإيمان بالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واليوم الآخر، وكان أول شيء دعا إليه النبي –صلى الله عليه وسلم- هو كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ودعا أهل الكتاب في كتبه إلى الإسلام بقوله عز وجل:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}آل عمران-64، وبهذا أمره الله تعالى.


(ما يرد على عقيدة الصلب)


(1) لا يمكن أن يقبل هذه القصة من يؤمن بالدليل العقلي أن خالق العالم لا بد أن يكون بكل شىء عليما، وفي كل صنعه حكيما، لأنها تستلزم الجهل والبداء على الباري عز وجل، كأنه حين خلق آدم ما كان يعلم ما يكون عليه أمره، وحين عصى ما كان يعلم ما يقتضيه العدل والرحمة في شأنه، حتى اهتدى إلى ذلك بعد ألوف من السنين مرت على خلقه، كان فيها جاهلا كيف يجمع بين هاتين الصفتين من صفاته، وواقعا في ورطة التناقض بينهما، ولكن قد يقبلها من يشترط في الدين عندهم ألا يشق مع العقل، وأن يأخذ صاحبه بكل ما يسند إلى من نسب إليهم عمل العجائب، ويقول آمنت به وإن لم يدركه، ولم تذعن له نفسه ومن ينقلون في أول كتاب من كتبهم الدينية (سفر التكوين) هذه الجملة (6:6) فندم الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).


(2)يلزم من يقبل هذه القصة أن يسلم ما يحيله كل عقل مستقل من أن خالق الكون يمكن أن يحل في رحم امرأة في هذه الأرض التي نسبتها إلى سائر ملكه أقل من نسبة الذرة إليها وإلى سمواتها التي ترى منها، ثم يكون بشراً يأكل ويشرب ويتعب ويعتريه غير ذلك مما يعترى البشر، ثم يأخذه أعداؤه بالقهر والإهانة فيصلبوه مع اللصوص ويجعلوه ملعونا بمقتضى حكم كتابه لبعض رسله (تعالى الله عن ذلك كله علواً كبيراً).


(3)تقتضي هذه القصة أن يكون الخالق العليم الحكيم قد أراد شيئا بعد التفكر فيه ألوفا من السنين فلم يتم له ذلك الشىء، ذلك أن البشر لم يخلصوا وينجوا بوقوع الصلب من العذاب، فإنهم يقولون: إن خلاصهم متوقف على الإيمان بهذه القصة وهم لم يؤمنوا بها.


لنا أن نقول: إنه لم يؤمن بها أحد قط، لأن الإيمان هو تصديق العقل وجزمه بالشىء، والعقل لا يستطيع أن يدرك ذلك، والذين يقولون: إنهم مؤمنون بها يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تقليدا لمن لقنهم ذلك. فإن سمينا مثل هذا القول إيمانا، نقول: إن أكثر البشر لا يقولونه بل يردونه بالدلائل العقلية، ومنهم من يرده أيضا بالدلائل النقلية، من دين ثبتت أصوله عندهم بالأدلة العقلية، ومنهم من لم يعلموا بهذه القصة، ومنهم من يقول بمثلها لآلهة أخرى فإذا عذبهم الله تعالى في الآخرة ولم يدخلهم ملكوته –كما تدعى النصارى- لا يكون رحيما على قاعدة دعاة الصلب والصليب، فكيف جمع بذلك بين العدل والرحمة؟!


(4)يلزم من هذه القصة شىء أعظم من عجز الخالق (تعالى وتقدس) عن إتمام مراده بالجمع بين عدله ورحمته، وهو انتفاء كل من العدل والرحمة في صلب المسيح، لأنه عذبه من حيث هو بشر وهو لا يستحق العذاب لأنه لم يذنب قط، فتعذيبه بالصلب والطعن بالحراب –على ما زعموا- لا يصدر من عادل ولا رحيم بالأحرى. فكيف يعقل أن يكون الخالق غير عادل ولا رحيم؟ أو أن يكون عادلا رحيما فيخلق خلقا يوقعه في ورطة الوقوع في انتفاء إحدى هاتين الصفتين، فيحاول الجمع بينهما فيفقدهما معا؟؟


(5)إذا كان كل من يقول بهذه العقيدة أو القصة ينجو من عذاب الآخرة كيفما كانت أخلاقه وأعماله، لزم من ذلك أن يكون أهلها إباحيين، وأن يكون الشرير المبطل الذي يعتدى على أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم، ويفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل من أهل الملكوت الأعلى لا يعذب على شروره وخطيئاته ولا يجازى عليها بشىء.


فله أن يفعل في هذه الدنيا ما شاء هواه، وهو آمن من عذاب الله،-وناهيك بهذا مفسدا للبشر- وإذا كان يعذب على شروره وخطيئاته كغيره من غير الصليبيين، فما هي مزية هذه العقيدة؟ وإذا كان له امتياز عند الله تعالى في نفس الجزاء، فأين العدل الإلهي؟


(6)ما رأينا أحدا من العقلاء ولا من علماء الشرائع والقوانين يقول: إن عفو الإنسان عمن يذنب إليه، أو عفو السيد عن عبده الذي يعصيه ينافى العدل والكمال، بل يعدون العفو من أعظم الفضائل، ونرى المؤمنين بالله من الأمم المختلفة يصفونه بالعفو ويقولون: إنه أهل للمغفرة، فدعوى الصليبيين أن العفو والمغفرة مما ينافى العدل مردودة غير مسلمة.


(عقيدة الصلب والفداء وثنية)


اعترف أمامنا كثير من الذين قالوا: إنهم نصارى بأن كلا من هذه العقيدة وعقيدة التثليث لا تعقل، وأن العمدة في إثباتهما عندهم النقل عن كتبهم المقدسة، فلما كانت تلك الكتب ثابتة عندهم وجب أن يقبلوا جميع ما فيها سواء عقل أم لم يعقل، ويقول بعضهم: إن كل دين من الأديان فيه عقائد وأخبار يجزم العقل باستحالتها ولكنها تؤخذ بالتسليم.


ونحن نقول: إنه ليس في عقائد الإسلام شىء يحكم العقل باستحالته، وإنما فيه أخبار عن عالم الغيب لا يستقل العقل بمعرفتها لعدم الاطلاع على ذلك العالم، ولكنها كلها من الممكنات أخبر بها الوحى فصدقناه. فالإسلام لا يكلف أحدا أن يأخذ بالمحال.

وأما نقلهم هذه العقيدة عن كتبهم (وسيأتي البحث فيه) فهو معارض بنقل مثله عن كتب الوثنيين وتقاليدهم. فهذه عقيدة وثنية محضة سرت إلى النصارى من الوثنيين كما بينه علماء أوربة الاحرار ومؤرخوهم وعلماء الآثار والعاديات منهم في كتبهم.

قال (دوان) في كتابه خرافات التوراة وما يقابلها من الديانات الأخرى، ص 181، 182) ما ترجمه بالتلخيص:


"إن تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة ذبيحة فداء عن الخطيئة قديم العهد جدا عند الهنود الوثنيين وغيرهم" وذكر الشواهد على ذلك:


منها قوله:"يعتقد الهنود أن كرشنا المولود البكر –الذي هو نفس الإله فشنو الذي لا ابتداء له ولا انتهاء على رأيهم- تحرك حنوا كى يخلص الأرض من ثقل حملها، فأتاها وخلص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه".


"وذكر أن (مسترمور) قد صور كرشنا مصلوبا كما هو مصور في كتب الهنود مثقوب اليدين والرجلين، وعلى قميصه صورة قلب الإنسان معلقا. ووجدت له صورة مصلوبا وعلى رأسه إكليل من الذهب. والنصارى تقول: إن يسوع صلب وعلى رأسه إكليل من الشوك".


وقال (هوك) في ص 326 من المجلد الأول من رحلته:"ويعتقد الهنود الوثنيون بتجسد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء للناس من الخطيئة".


أما لما ذكر القرآن هذا عن المسيح –عليه الصلاة والسلام-؟


فلأسباب كثيرة:-


1-ليدل بكل وضوح على صدق نبوة محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأنه-وهو الأمي- يخبر أهل الكتاب من أخبار أنبيائهم أشياء كثيرة مما هو مذكور في كتبهم، وكان أحبارهم لا يذكرونها لعوامهم، وفيها وصف محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وصدق نبوته، قال –تعالى-:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}الأعراف-157، جاء في تفسير البحر المديد للعلامة المفسر الصوفي السيد ابن عجيبة الحسني –رحمه الله-:


{الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} اسماً وصفة، ونص ما في التوراة على ما في صحيح البخاري، عن عبد الله بن سلام:"يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجازي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً".


ومما في التوراة أيضاً، وهو مما أجمع عليه أهل الكتاب، وهو باق في أيديهم إلى الآن، أن الملك قد نزل على إبراهيم، فقال له: في هذا العام يولد لك غلام اسمه إسحق، فقال إبراهيم: يا رب ليت إسماعيل يعيش يخدمك، فقال الله لإبراهيم: ذلك لك، قد أستجيب لك في إسماعيل، وأنل أباركه، وأنميه، وأكثره، وأعظمه بما ذماذ، وتفسيره: محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- .


ومن ذلك مما في التوراة أيضاً: أن الرب –تعالى- جاء من طور سيناء، وطلع على "ساغين"، وظهر من جبل فاران، ويعني بطور سيناء: موضع مناجاة موسى، وساغين موضع عيسى، وفاران هي مكة، موضع مولد نبينا محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وفي التوراة أيضاً: أن هاجر أم إسماعيل لما غضبت عليها سارة، تراءى لها ملك، فقال لها: يا هاجر، أين تريدين، ومن أين أقبلت؟ فقالت: أهرب من سيدتي سارة، فقال لها: يا هاجر، ارجعي إلى سارة، وستحملين وتلدين ولداً اسمه إسماعيل، وهو يكون عين الناس، وتكون يده فوق الجميع، وتكون يد الجميع مبسوطة إليه بالخضوع.


وهذا الذي وعدها الملك إنما ظهر بمبعث النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وظهور دينه وعلو مكانه، ولم يكن ذلك لإسماعيل ولا لغيره من أولاده، لكن الأصل يشرف بشرف فرعه، وفي التوراة أيضاً: أن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: قد أجبت دعائك في إسماعيل، وباركت عليه، وسيلد اثني عشر عظيماً، وأجعله لأمة عظيمة. وفي بعض كتبهم: لقد تقطعت السماء من بهاء محمد المحمود، وامتلأت الأرض من حمده، لأنه ظهر بخلاص أمته. ونص ما في الإنجيل: أن المسيح قال للحواريين: إني ذاهب عنكم، وسيأتيكم الفارقليط، الذي لا يتكلم من قبل نفسه، إنما يقول كما يقال له.


والفارقليط بالعبرانية: اسم محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وقيل معناه: الشافع المشفع.


وعن شهر بن حوشب –في قصة إسلام كعب الأحبار، وهو من اليمن من حمير-: أن كعباً أخبره بأمره، وكيف كان ذلك، وكان أبوه من مؤمني أهل التوراة برسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، قبل ظهوره، قال كعب: وكان أبي من أعلم الناس بالتوراة وكتب الأنبياء، ولم يكن يدخر عني شيئاً مما كان يعلم، فلما حضرته الوفاة دعاني فقال: يا بني، قد علمت أني لم أكن أدخر عنك شيئاً مما كنت أعلم، إلا أني حبست عنك ورقتين فيهما ذكر نبي يبعث، وقد أطل زمانه، فكرهت أن أخبرك بذلك، فلا آمن عليك بعد وفاتي أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتتبعه، وقد قطعتهما من كتابي، وجعلتهما في هذه الكوة التي ترى، وطينت عليهما، فلا تتعرض لهما حتى يخرج هذا النبي، فإذا خرج فاتبعه وانظر فيهما، فإن الله تعالى يزيدك بهذا خيراً، فلما مات والدي لم يكن شيء أحب إلي من أن ينقضي المأتم حتى أنظر ما في الورقتين، فإذا فيهما:"محمد رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، خاتم النبيين لا نبي بعده، مولده بمكة، ومهاجره طيبة، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يجزي بالسيئة الحسنة، ويعفو ويغفر ويصفح، أمته الحمادون، الذين يحمدون الله على كل شرف وعلى كل حال، وتذلل ألسنتهم بالتكبير، وينصر الله نبيهم على كل من ناوأه، يغسلون فروجهم بالماء، ويتأزرون على أوساطهم، وأناجيلهم في صدورهم، ويأكلون قربانهم في بطونهم، ويؤجرون عليها، وتراحمهم بينهم تراحم بني الأم والأب، وهم أول من يدخل الحنة يوم القيامة من الأمم، وهم السابقون المقربون، والشافعون المشفع فيهم". ثم أسلم على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


هذا ملخص ما ذكر في كتبهم، ومن التوسع فليرجع إلى تفسير المنار للعلامة محمد عبده-رحمه الله- فقد نقل فيه عن أناجيل النصارى قرابة 20 صفحة.


2- ليدل على إنصاف الإسلام والمسلمين مع الأنبياء السابقين –عليهم الصلاة والسلام-، ومع أممهم، ولأنه لا يتم إيمان الإنسان إلا بالتسليم بنبوة الأنبياء السابقين على محمد –عليه الصلاة والسلام- قال –تعالى-:{قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}آل عمران-84-85.


ولا يجوز التفريق بين الأنبياء –عليه الصلاة والسلام- بالإيمان ببعضهم والكفر بالبعض –كما يفعل أهل الكتاب- ولا يجوز إنكار الحق الموجود في كل دين من الديانات، قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".


وحذر الله عز وجل –المسلمين من عدم العدل بسبب عداوة، أو كراهة، أو لغرض دينوي فقال-عز من قائل-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}المائدة-8.


3-لتبرئة عيسى –عليه الصلاة والسلام-وأمه –عليها السلام من عظائم الأمور، ومن الكذب والافتراء، الذي كان اليهود –عليهم غضب الله- يفترونه عليهما، وعلى الأنبياء الآخرين –عليهم السلام-، وكذا من غلو النصارى الضالين.


قال الله –تعالى-:{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}آل عمران-42-59.

وقال الله عز وجل:{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}النساء-153-159.

ومن أدب القرآن الكريم أنه لم يحك قول اليهود لقبحه، وهو رمي مريم البتول بالزنا، لأنهم أنكروا قدرة الله –عز وجل- على أن يخلق إنساناً بلا والد، مع رؤيتهم معجزة كلام المسيح –عليه السلام- في المهد. وقولهم {رَسُولَ اللَّهِ}استهزاء كقول فرعون {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}الشعراء-27.


وقال عز وجل في حق النصارى:-


{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا}النساء-171-172.


وقال -سبحانه وتعالى-:


{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115) وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}المائدة-110-119.


أما لماذا لم يذكر مثل هذا في حق محمد –عليه الصلاة والسلام-؟ لأن محمداً –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يكن محتاجاً لذكر والديه، وولادته، وصدقه بين قومه. فهو معروف النسب بالتواتر، ومعروف بين قومه، وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين. ولكن هذا لا يعني أنه ليس له ذكر في القرآن، فهناك سورة باسمه "سورة محمد"، وورد ذكره في القرآن في بشارة المسيح –عليه الصلاة والسلام-، قال –تعالى-:{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}الصف-6.


قال الإمام المفسر الأصولي فخر الدين:


ولنذكر الآن بعض ما جاء به عيسى عليه السلام بمقدم سيدنا محمد عليه السلام في الإنجيل في عدة مواضع. أولها: في الإصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا هكذا: "وأنا أطلب لكم إلى أبي حتى يمنحكم ويعطيكم الفار قليط حتى يكون معكم إلى الأبد، والفارقليط وهو روح الحق اليقين" هذا لفظ الإنجيل المنقول إلى العربي، وذكر في الإصحاح الخامس عشر هذا اللفظ "وأما الفارقليط روح القدس يرسله أبي باسمي، ويعلمكم ويمنحكم جميع الأشياء، وهو يذكركم ما قلت لكم"، ثم ذكر بعد ذلك بقليل "وإني خبرتكم بهذا قبل أن يكون حتى إذا كان ذلك تؤمنون"، وثانيها: ذكر في الإصحاح السادس عشر هكذا "ولكن أقول لكم حقاً يقيناً انطلاقي عنكم خير لكم، فإن لم أنطلق عنكم إلى أبي لم يأتكم الفارقليط، وإن انطلقت أرسلته إليكم، فإذا جاء هو يفيد أهل العالم، ويدينهم ويمنحهم ويوقفهم على الخطيئة والبر والدين".


وثالثها: ذكر بعد ذلك بقليل هكذا "فإن لي كلاماً كثيراً أريد أن أقوله لكم، ولكن لا تقدرون على قبوله والاحتفاظ له، ولكن إذا جاء روح الحق إليكم يلهمكم ويؤيدكم بجميع الحق، لأنه ليس يتكلم بدعة من تلقاء نفسه" هذا ما في الإنجيل، فإن قيل المراد بفارقليط إذا جاء يرشدهم إلى الحق ويعلمهم الشريعة، هو عيسى يجيء بعد الصلب؟ نقول ذكر الحواريون في آخر الإنجيل أن عيسى لما جاء بعد الصليب ما ذكر شيئاً من الشريعة، وما علمهم شيئاً من الأحكام، وما لبث عندهم إلا لحظة، وما تكلم إلا قليلاً، مثل أنه قال " أنا المسيح فلا تظنوني ميتاً، بل أنا ناج عند الله ناظر إليكم، وإني ما أوحي بعد ذلك إليكم" فهذا تمام الكلام.


وجاء في القرآن الشهادة من الله برسالته، قال –تعالى-:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}الفتح-29.


وأقسم الله بحياته، ولم يقسم بحياة رسول غيره، قال –نعالى-:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}الحجر-72.


قال ابن عباس –رضي الله عنه-: ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فإن الله –تعالى- لم يقسم بحياة أحد إلا بحياة محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.


وإذا ذهبنا نستقصي ما ورد في حق سيدنا محمد –عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام- لم تكفنا مجلدات، وفي هذا كفاية لمن كان له قلب، أو ألقي السمع وهو شهيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل تكلم المسيح وهو فى بطن امه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المالكى نت :: عامه :: اسلاميات-
انتقل الى: