روى في التاريخ العربي ان عبد الرحيم البرعي شاعر اليمن العظيم في حجته الأخيرة أخذ محمولا على جمل فلما قطع الصحراء , وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول فأنشد هذه القصيدة
يا راحلين إلى منى بقيـادي <> هيجتمـوا يـوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي <> الشوق أقلقني وصـوت الحـادي
أحرمتموا جفني المنام ببعدكم <> يـا ساكنـي المنحنـى والـوادي
إذا وصلتم سالمين فبلغو منـي <> السـلام الـى النبـي الهـادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفا <> عند المقام سمعت صوت منادي
يقول لي يانائما جد السرى <> عرفات تجلي كـل قلـب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة <> نال السرور ونال كل مـرادي
يا ربي انت وصلتهم وقطعتني <> فبحقهـم ياربـي حـل قيـادي
تاالله ما أحلى المبيت على منى <> في ليل عيد أبـرك الأعيـادي
ضحوا ضحاياهم و سال دماؤها <> وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات الرضاء <> وأنا من اجلهم لبست سوادي
بالله يا زوار قبر محمـد <> مـن كـان منكـم رائحـاً أو غـادي
بلغو المختـار الـف تحيـة <> مـن عاشـق متفتـت الأكبـادي
قولوا لـه عبـد الرحيـم متيـم <> ومفـارق الأحبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهدى <> ما سار ركـب أو ترنـم حـادي
محمود مختارعبدالهادى