ان عقيل اعلم اهل قريش بالنسب واعلمهم بوقائعها وحروبها ولكنه كان مبغضا اليها لانه يعدد مساوئها ويكثر في مثالبها وهذه عادته ولذالك عادته وذكرفيه بالحق وبالباطل ونسبت اليه الحمق والاختلقت عليه الاحاديث المزورة واعان علي ذلك عداوته لبنى هاشم وخروجه علي اخيه علي ومسيره الى معاوية بالشام وقال في ذلك ابن الاثير ما ملخصه :
كان سبب خروجه علي اخيه علي انه لزمه دين فذهب اليه في الكوفة فامر ابنه الحسين فكساه ولما امسي قدم له الطعام فرفض الاكل حتى يوفي دينه فقيل له كم دينك قال اربعون الف قال ماهي عندي ولكن اصبر حتى يخرج عطائي فانه اربعة الاف فادفعه اليك فقال له عقيل بيوتالمال بيدك وانت تسوفنى بعطائك فقال له اتامرنى ان ادفع لك من اموال المسلمين وقد ااتمنونى عليها ؟ قال عقيل انى ات معاوية .
فلما كان الغد جلس معاوية علي سريره واذن الناس فدخلوا وامر بكرسي بجانب السرير واجلس عليه الضحاك بن قيس ثم اذن لعقيل فدخل عليه فقال يا معاوية من هذا الذي معك؟ فقال الضحاك بن قيس
فقال عقيل الحمد لله الذي رفع الخسيسة تمم النقيصة هذا الذي كان ابوه يخصى بهمنا بالابطح ,لقد كان بخصائها رفيقا .فقال الضحاك انى لعالم بمحاسن قريش وان عقيل عالم بمساوئها ثم امر له معاوية بخمسين الف درهم فاخذها ورجع ولما استقر الملك بقريش في المدينة قال الوليد ابن هشام ابن المغير لعمر ابن الخطاب قد جئت الشام فرايت ملوكها قد دونو ديوانا وجندو جندا وفدون ديوانا وجند جندا فاخز عمر بقوله ودعا عقيل ومخرمه بن نوفل وجبير ابن مطعم وكانو لسان قول قريش وقال لهم اكتبو الناس علي مناذلهم فباو ببنى هشام ثم اتبعوهم ابى بكر وقومه ثم عمر وقومه فغضب عمر من ذلك وقال اباو بقرابة النبي صلي الله عليه وسلم الاقرب فالاقرب وضعو عمر حيث وضعه الله تعالي
صحيح العرق دساس
من كتاب احمد لطفي السيد طبعت عام 1935
الأحد نوفمبر 30, 2008 1:37 pm
